فصل: قال السمرقندي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال السمرقندي:

قال الزجاج: في هذه الآية أعظم حجة وأظهر دلالة على صحة رسالته صلى الله عليه وسلم، لأنه قال لهم: فتمنوا الموت، وأعلمهم أنهم لن يتمنوه أبدًا فلم يتمنه واحد منهم.
وفي هذه الآية دليل أن لن لا تدل على التأبيد، لأنهم يتمنون الموت في الآخرة، خلافًا لقول المعتزلة في قولهم: لن تراني ويقال: إن قوله: {لن} إنما يقع على الحياة الدنيا خاصة، ولم يقع على الآخرة لأنهم يتمنون الموت في النار إذا كانوا في جهنم، ولو أنهم سألوا الموت في الدنيا ولم يموتوا، وكان في ذلك تكذيبًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم، وكان في ذلك أيضًا ذهاب معجزته.
فلما لم يتمنوا الموت، ثبت بذلك عندهم أنه رسول الله وظهر عندهم معجزته، وظهر أن الأمر كما قال تعالى: {والله عَلِيمٌ بالظالمين}، فهو عليم بهم وبغيرهم من الظالمين؛ وإنما الفائدة هاهنا أنه عليم بمجازاتهم. اهـ.
سؤال: فإن قيل: إنه تعالى قال ههنا: {وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا} وقال في سورة الجمعة: {وَلاَ يَتَمَنَّونَهُ أَبَدًا} فلم ذكر هاهنا لن وفي سورة الجمعة لا؟
قلنا: إنهم في هذه السورة، ادعوا أن الدار الآخرة خالصة لهم من دون الناس وادعوا في سورة الجمعة أنهم أولياء لله من دون الناس والله تعالى أبطل هذين الأمرين بأنه لو كان كذلك لوجب أن يتمنوا الموت والدعوى الأولى أعظم من الثانية إذ السعادة القصوى هي الحصول في دار الثواب، وأما مرتبة الولاية فهي وإن كانت شريفة إلا أنها إنما تراد ليتوسل بها إلى الجنة فلما كانت الدعوة الأولى أعظم لا جرم بين تعالى فساد قولهم بلفظ: لن لأنه أقوى الألفاظ النافية ولما كانت الدعوى الثانية ليست في غاية العظمة لا جرم اكتفى في إبطالها بلفظ لا لأنه ليس في نهاية القوة في إفادة معنى النفي. والله أعلم. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

.من لطائف القشيري في الآيتين:

قال عليه الرحمة:
{قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآَخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (94) وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (95)}.
من علامات الاشتياق تمنى الموت على بساط العوافي؛ فمن وَثِقَ بأن له الجنة قطعًا- فلا محالةَ- يشتاق إليها، ولمَّا لم يتمنوا الموت- وأخبر الله سبحانه أنهم لن يتمنوهُ أبدًا- صار هذا التعريف معجزةً للرسول صلوات الله عليه وعلى آله إذ كان كما قال.
وفي هذا بشارة للمؤمنين الذين يشتاقون إلى الموت أنهم مغفور لهم، ولا يرزقهم الاشتياق إلا وتحقق لهم الوصول إلى الجنة، وقديمًا قيل: كفى للمقصر الحياء يوم اللقاء. قال الله تعالى: {وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمِتْ أَيْدِيهِمْ}. اهـ.

.من فوائد ابن عرفة في الآية:

قال رحمه الله:
قوله تعالى: {وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا}.
وفي سورة الجمعة {وَلاَ يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا}- قال ابن عرفة؛ إن كانا بمعنى واحد فلا سؤال.
وإن كانت {لَن} أبلغ في النفي كما يقول الزمخشري: فلعل تلك الآية نزلت قبل هذه، فلم تقتض المبالغة فجاءت هذه تأسيسا.
قلت: قوله: {أبدا} دال على المبالغة، فقال: قد قالوا في قول الله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} إنه عبارة على طول الإقامة فقط، وأجاب أبو جعفر بن الزبير بأن آية البقرة لما كانت جوابا لأمر أخروي مستقبل وليس في الحال إلاّ زعم مجرد ناسبه النفي ب {لن} الموضوعة لنفي المستقبل لأن لَنْ يَفْعَلَ جواب سَيَفْعَل، وآية الجمعة جواب لزعمهم أنهم أولياء الله من دون الناس، وهو حكم دنيوي ووصف حالي، فناسبه النفي ب {لا} التي ينفى بها المستقبل والحال، ولم ينف بما الخاصة بالحال، لأنهم أرادوا أنهم أولياء الله مستمرون على ذلك إلى آخر حياتهم، فكذبوا بما ينفي ذلك. اهـ.

.من فوائد أبي حيان في الآيتين:

قال رحمه الله:
{قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة}: نزلت فيما حكاه ابن الجوزي عندما قالت اليهود: إن الله لم يخلق الجنة إلا لإسرائيل وبنيه.
وقال أبو العالية والربيع: سبب نزول هاتين الآيتين قولهم: {لن يدخل الجنة إلا من كان هودًا} و{نحن أبناء الله} و{لن تمسنا النار} الآيات، وروي مثله عن قتادة.
والضمير في قل، إما للنبي صلى الله عليه وسلم، وإما لمن ينبغي إقامة الحجة عليهم منه ومن غيره.
وفسروا الدار الآخرة بالجنة، قالوا: وذلك معهود في إطلاقها على الجنة.
قال تعالى: {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوًّا في الأرض ولا فسادًا} ومعلوم أن ما يجعل لهؤلاء هو الجنة، {وللدار الآخرة خير للذين يتقون} والأحسن أن يكون ذلك على حذف مضاف دل عليه المعنى، أي نعيم الدار الآخرة وحظوتها وخيرها، لأن الدار الآخرة هي موضع الإقامة بعد انقضاء الدنيا.
وسميت آخرة لأنها متأخرة عن الدنيا، أو هي آخر ما يسكن.
وقد تقدم الكلام على ذلك في قوله: {وهم بالآخرة هم يوقنون} ومعنى: عند الله، أي في حكم الله، كقوله تعالى: {فأولئك عند الله} أي في حكمه {هم الفاسقون} وقيل: المراد بالعندية هنا: المكانة والمرتبة والشرف، لا المكان.
ومعنى خالصة: أي مختصة بكم، لا حظ في نعيمها لغيركم.
واختلفوا في إعراب خالصة، فقيل: نصب على الحال، ولم يحك الزمخشري غيره، فيكون لكم إذ ذاك خبر كانت، ويكون العامل في الحال هو العامل في المجرور، ولا يجوز أن يكون الظرف إذ ذاك الخبر، لأنه لا يستقل معنى الكلام به وحده.
وقد وهم في ذلك المهدوي وابن عطية، إذ قالا: ويجوز أن يكون نصب خالصة على الحال، وعند الله خبر كان.
وقيل: انتصاب خالصة على أنه خبر كان، فيجوز في لكم أن يتعلق بكانت، لأن كان يتعلق بها حرف الجر، ويجوز أن يتعلق بخالصة.
ويجوز أن تكون للتبين، فيتعلق بمحذوف تقديره: لكم، أعني نحو قولهم: {سقيًا لك} إذ تقديره: لك أدعو.
{من دون الناس}: متعلق بخالصة، ودون هنا لفظ يستعمل للاختصاص، وقطع الشركة.
تقول: هذا ولي دونك، وأنت تريد لا حق فيه لك معي ولا نصيب.
وفي غير هذا المكان يأتي لمعنى الانتقاص في المنزلة أو المكان أو المقدار.
والمراد بالناس: الجنس، وهو الظاهر لدلالة اللفظ وقوله: خالصة.
وقيل: المراد النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون.
وقيل: المراد به النبي صلى الله عليه وسلم، قاله ابن عباس: قالوا، ويطلق الناس، ويراد به الرجل الواحد، وهذا لا يكون إلا على مجاز وتنزيل الرجل الواحد منزلة الجماعة.
{فتمنوا الموت}: أي سلوه باللسان فقط، وإن لم يكن بالقلب، قاله ابن عباس.
أو تمنوه بقلوبكم واسألوه بألسنتكم، قاله قوم.
أو فسلوه بقلوبكم على أردإ الحزبين من المؤمنين أومنهم.
وروي عن ابن عباس وغيره، وقرأ الجمهور: فتمنوا الموت، بضم الواو، وهي اللغة المشهورة في مثل: اخشوا القوم.
ويجوز الكسر تشبيهًا لهذه الواو بواو: ولو استطعنا، كما شبهوا واو لو بواو اخشوا، فضموا، فقالوا: لو استطعنا.
وقرأ ابن أبي إسحاق: فتمنوا الموت بالكسر، وحكى أبو علي الحسن بن إبراهيم بن يزداد، عن أبي عمرو، أنه قرأ: فتمنوا الموت، بفتح الواو، وحركها بالفتح طلبًا للتخفيف، لأن الضمة والكسرة في الواو يثقلان.
وحكى أيضًا عن أبي عمرو: واختلاس ضمة الواو.
{وإن كنتم صادقين} في دعواكم أن الجنة لكم دون غيركم.
وجواب الشرط محذوف، أي فتمنوا الموت.
وعلق تمنيهم على شرط مفقود، وهو كونهم صادقين، وليسوا بصادقين في أن الجنة خالصة لهم دون الناس، فلا يقع التمني: والمقصود من ذلك التحدي وإظهار كذبهم، وذلك أن من أيقن أنه من أهل الجنة، اختار أن ينتقل إليها، وأن يخلص من المقام في دار الأكدار، وأن يصل إلى دار القرار.
كما روي عمن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة، كعثمان، وعليّ، وعمار، وحذيفة، أنهم كانوا يختارون الموت، وكذلك الصحابة كانت تختار الشهادة.
وفي الحديث الصحيح أنه قال صلى الله عليه وسلم: «ليتني أحيا ثم أقتل ثم أحيا فأقتل» لما علم من فضل الشهادة.
وقال، لما بلغه قتل من قتل ببئر معونة: «يا ليتني غودرت معهم في لحف الجبل» وروي عن حذيفة أنه كان يتمنى الموت، فلما احتضر قال: حبيب جاء على فاقة.
وعن عمار، لما كان بصفين قال: غدًا نلقى الأحبة، محمدًا وصحبه.
وعن عليّ أنه كان يطوف بين الصفين بغلالة، فقال له ابنه الحسن: ما هذا بزيّ المحاربين، فقال: يا بنيّ لا يبالي أبوك، أعلى الموت سقط، أم عليه سقط الموت.
وكان عبد الله بن رواحة ينشد، وهو يقاتل الروم:
يا حبذا الجنة واقترابها ** طيبة وبارد شرابها

والروم روم قد دنا عذابها

وفي قصتي قتل عثمان وسعيد بن جبير ما يدل على اختيارهما الشهادة، وذلك أن عثمان جاءه جماعة من الصحابة فقالوا له: نقاتل عنك؟ فقال لهم: لا، وكان له قريب من ألف عبد، فشهروا سيوفهم لما هجم عليهم، فقال: من أغمد سيفه فهو حرّ.
فصبر حتى قتل.
وأما سعيد، فإن الموكلين به، لما طلبه الحجاج، لما شاهدوا من لياذ السباع به وتمسحها به، قالوا: لا ندخل في إراقة دم هذا الرجل الصالح، قالوا له: طلبك ليقتلك، فاذهب حيث شئت، ونحن نكون فداء.
فقال: لا والله، إني سألت ربي الشهادة، وقد رزقنيها، والله لا برحت.
وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم: «لو تمنوا الموت لغص كل إنسان بريقه فمات مكانه وما بقي على وجه الأرض يهودي» وذلك أن الله أمر نبيه أن يدعوهم إلى تمني الموت، وأن يعلمهم أنه من تمناه منهم مات.
ففعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، فعلم اليهود صدقه، فأحجموا عن تمنيه فرقًا من الله.
{ولن يتمنوه أبدًا بما قدّمت أيديهم}: هذا من المعجزات، لأنه إخبار بالغيب، ونظيره من الإخبار بالمغيب قوله: {فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا} وظاهره أن من ادّعى أن الجنة خالصة له دون الناس ممن اندرج تحت الخطاب في قوله: {قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة}، لا يمكن أن يتمنى الموت أبدًا، ولذلك كان حرف النفي هنا لن الذي قد ادّعى فيه أنه يقتضي النفي على التأبيد، فيكون قوله: أبدًا، على زعم من ادعى ذلك للتوكيد.
وأما من ادعى أنه بمعنى لا، فيكون أبدًا إذ ذاك مفيدًا لاستغراق الأزمان.
ويعني بالأبد هنا: ما يستقبل من زمان أعمارهم.
وفي المنتخب ما نصه: وإنما قال هنا: {ولن يتمنوه}، وفي الجمعة {ولا يتمنونه} لأن دعواهم هنا أعظم من دعواهم هناك، لأن السعادة القصوى فوق مرتبة الولاية، لأن الثانية تراد لحصول الأولى، ولن أبلغ في النفي من لا، فجعلها النفي الأعظم. انتهى كلامه.
قال المهدوي في كتاب التحصيل من تأليفه: وهذه المعجزة إنما كانت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ارتفعت بوفاته صلى الله عليه وسلم.
ونظير ذلك رجل يقول لقوم حدثهم بحديث: دلالة صدقي، أن أحرّك يدي ولا يقدر أحد منكم أن يحرّك يده، فيفعل ذلك، فيكون دليلًا على صدقه، ولا يبطل دلالته أن حركوا أيديهم بعد ذلك.
انتهى كلامه، وقد قاله غيره من المفسرين.
قال ابن عطية: والصحيح أن هذه النازلة من موت من تمني الموت، إنما كانت أيامًا كثيرة عند نزول الآية، وهي بمنزلة دعائه النصارى من أهل نجران إلى المباهلة، انتهى كلامه.
وكلا القولين، أعني قول المهدوي وابن عطية، مخالف لظاهر القرآن، لأن أبدأ ظاهره أن يستغرق مدة أعمارهم، كما بيناه.
وهل امتناعهم من تمني الموت، كان لعلمهم أن كل نبي عرض على قومه أمرًا وتوعدهم عليه بالهلاك فردوه تكذيبًا له، فإن ما توعدهم به واقع لا محالة؟ أو لعلمهم بصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه لا يقول على الله إلا الحق؟ أو لصرف الله إياهم عن ذلك، كما قيل في عدم معارضة القرآن بالصرفة؟ أقوال ثلاثة.
والظاهر أن ذلك معلل {بما قدمت أيديهم}.
والذي قدمته أيديهم: تكذيبهم الأنبياء، وقتلهم إياهم، وقولهم: {أرنا الله جهرة}، وقولهم: {اجعل لنا إلهًا} وقولهم: {فاذهب أنت وربك} واعتداؤهم في السبت، وسائر الكبائر التي لم تصدر من أمة قبلهم ولا بعدهم.
وهذا التمني الذي طلب منهم، ونفي عنهم، لم يقع أصلًا منهم، إذ لو وقع لنقل، ولتوفرت دواعي المخالفين للإسلام على نقله.
وقد تقدّمت الأقوال في تفسير التمني، والظاهر أنه لا يعني به هنا العمل القلبي، لأنه لا يطلع عليه، فلا يتحدى به، وإنما عنى به القول اللساني كقولك: ليت الأمر يكون.
ألا ترى أنه يقال لقائل ذلك: تمني؟ وتسمى ليت كلمة تمنّ، ولم ينقل أيضًا أنهم قالوا: تمنينا ذلك بقلوبنا، ولا جائز أن يكون امتناعهم من الإخبار أنهم تمنوا بقلوبهم، كونهم لا يصدّقون في ذلك، لأنهم قد قاولوا المسلمين بأشياء لا يصدقونهم فيها، من الافتراء على الله، وتحريف كتابه، وغير ذلك.
وقال الماتريدي ما ملخصه: أن المؤمن يقول: إن الجنة له، ومع ذلك ليس بتمني الموت.
وأجاب: بأنه لم يجعل لنفسه من المنزلة عند الله من ادعاء بنوّة ومحبة من الله لهم ما جعلته اليهود، لأن جميع المؤمنين، غير الأنبياء، لا يزول عنهم خوف الخاتمة.
والخاطئ منهم مفتقر إلى زمان يتدارك فيه تكفير خطئه.
فلذلك لم يتمن المؤمنون الموت.
ولذلك كان المبشرون بالجنة يتمنونه.
وذكروا في ما من قوله: {بما قدمت}، أنها تكون مصدرية، والظاهر أنها موصول، والعائد محذوف، وهي كناية عما اجترحوه من المعاصي السابقة.
ونسب التقديم لليد مجازًا، والمعنى بما قدّموه، إذ كانت اليد أكثر الجوارح تصرفًا في الخير والشر.
وكثر هذا الاستعمال في القرآن: {ذلك بما قدّمت يداك} {بما قدّمت أيديكم} {فبما كسبت أيديكم} وقيل: المراد اليد حقيقة هنا، والذي قدّمته أيديهم هو تغيير صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك بكتابة أيديهم.
{والله عليم بالظالمين}: هذه جملة خبرية، ومعناها: التهديد والوعيد، وعلم الله متعلق بالظالم وغير الظالم.
فالاقتصار على ذكر الظالم يدل على حصول الوعيد.
وقيل: معناه مجازيهم على ظلمهم، فكنى بالعلم عن الجزاء، وعلق العلم بالوصف ليدل على العلية، والألف واللام في الظالمين للعهد، فتختص باليهود الذين تقدّم ذكرهم، أو للجنس، فتعم كل ظالم.
وإنما ذكر الظالمين، لأن الظلم هو تجاوز ما حدّ الله، ولا شيء أبلغ في التعدّي من ادعاء خلوص الجنة لمن لم يتلبس بشيء من مقتضاتها، وانفراده بذلك دون الناس. اهـ.